التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2020

ممرٌ ضيق

  ممر ضيق  بالكادِ فتح عيناه عندما هب واقفاً في منتصفِ المنزل يفرك جفنيه ويبحث عن الفردة الأخرى لحذاءه بلون التراب ،فتح باب الدار القديم والمتهالك على مصراعيه وأخذ يذرع الشارع بخطوات متثاقلة يغني ويصفق تماماً مثل ما كان يفعل الصبية عندما كان يركض خلفهم بحجر وأحيانا بفردة  حذاءه الأثري ،يمشي خطوتين ويكرر ،بو سلوم يا مجنون، بو سلوم يا مجنون ..كانت شوارع الحي خالية على غير العادة ،أربكه ذلك قبل أيام ،فقد اعتاد على الركض خلف الصبية الأشقياء ويتعرف على صوت كل واحد منهم ويعرف اسماءهم ،كان رغم كل ذلك يستمتع بلعبة الوشاية، ينتظر الصبية بفارق الصبح في الممر الضيق الذي يفضي إلى المدرسة ويقول كلام لا يذكره ثم يفتح أذنيه جيداً ليلتقف أصوات الأطفال وهم يردون عليه ثم يخرج فردة الحذاء بحركة آلية  ويدخلهم بوابة المدرسة يركضون، وبعد أن حصد عدد جيد من الأسماء يذهب ليطرق الأبواب ويخبر الأهل عن ما قاله الأطفال له،ليملئ معدته من هنا و يحصل على القليل من المالِ من هناك و بعض الفواكة من منزل آخر كتعويض من الأهالي واعتذار للرجل المسكين ،وهذا شأنه عندما يحين موعد خروج الأطفال من المدرسة ،يبح...

عقدة اللون ،هل ستندثر يوما؟!

 عقدة اللون ،هل ستندثر يوما؟! إذا ما تحدثنا عن تاريخ وقصص التمييز اللوني والعرقي فلا أظننا سننتهي قريبا ،فبدايته منفلته والنهاية لا أراها تلوح في الأفق للأسف ،فمع هذا الكم من العلم والتطور الإنساني والحضاري ستجد من يلتفت إلى لون بشرتك ليتعامل معك بناء عليها ! رغم ما شهده العالم من كوارث هذا العام بداية من إنتشار وباء كوفيد ١٩ والأزمات الاقتصادية والإنسانية  كان من المدهش حقا أن نرى مظاهرات ضد العنصرية  في بلد يدّعي الديمقراطية والمساواة مثل أمريكا في مثل هذا الوقت بالذات،فالبرغم من التلاشي التدريجي للتمييز العنصري في أمريكا بشكل خاص والعالم عموما لا تزال نار العنصرية تضرم في نفوس البعض . ولا يخفي علينا ولا على التاريخ ذلك الثمن الباهظ الذي دُفع ثمن تحقيق المساواة بين الناس بعيداً عن اللون كلا حسب مجاله وأختصاصه بعد ما أصبح الأمر مباح ،وقبل ذلك كان الثمن هو الدم والذل والمزيد من التعذيب ،أما فبعد ما أصبح لكلٍ حقه ،فسترى محاربة العنصرية وكشف القطاء عنها يدخل في كثير من المجالات الفنية والأدبية سواء في العالم العربي أو الغربي ،بداية في الأدب بشكل عام والرواية بشكل خاص فمنهم ...

رواية حارس سطح العالم

 اسم الكتب :حارس سطح العالم        للكاتبة:بثينة العيسى النوع:رواية    تحكي الرواية عن رقيب كتب يستيقظ ذات صباح ليجد نفسه قد تحول إلى قارئ،قارئ لكتب محرمة،كتب الخيال في زمن تعد فيه القراءة جريمة ...ليتحول من رجل نموذجي يرتدي البنطال الكاكي مثل الجميع فارغ وخال من الرغبة،لأن (الوجود الإنساني شقاء.أصل الشقاء هو الرغبة.أصل الرغبة هو المخيلة. )،يتحول من رقيب كتب  إلى قارئ ثم ،حارس للمكتبة ،ثم خائن ،لينتهي به الأمر إلى رجل مجنون يلقي بنفسه في كومة الكتب التي تحترق وهو عارٍ. هذا الكتاب يسلط الضوء على الرقابة في إطار روائي حيث تصنع الكاتبة عالم تهيمن عليه هذه الرقابة التي تحرم كل ما يتعلق بالخيال ،الإبداع ،التأويل ،التاريخ ،الدين ،الإنترنت،الفلسفة ...إلخ،وكل ما من شأنه أن يجعل من المواطن النموذجي شخص ملوث بالأفكار ومليئ والرغبات وغير موالي للنظام ،ولهذا تقوم بحرق الكتب وكل مخلفات العالم القديم ،وتطرح الكاتبة سؤال بيت السطور، ماذا لو كان المستقبل أكثر بدائية من الحاضر ؟!وهذا فعلا ما يحدث في ذلك الزمن.   حارس سطح العالم...ذلك السطح الذي أكتشف بطل...

كتاب صديقي لا تأكل نفسك

  الكتاب :صديقي لا تأكل نفسك            النوع :مقالات  للكاتب والصحفي :عبدالوهاب مطاوع  يضم الكتاب مجموعة من التجارب الحياتيه والمواقف والذكريات للكاتب على شكل مقالات يقدم فيها  معلومات شيقة ودروس من خلال ما مر به من مواقف الحياة أثناء عمله كصحفي، ومن فتره شبابه وحله وترحاله. أرى أن الكتاب جميل جدا ولذيذ ويستحق القراءة ويمكنني قرأته أكثر من مرة ،يتفاوت تقييم كل مقال عن الآخر لكن بالمجمل أظن أن لكل مقال درس مستقل ولابد من الإطلاع عليه ،تعلمت ،فهمت وزاد هذا الكتاب من شغفي ،ومن رغبتي في التعرض للحياة والتعرض للمواقف ،أن تعيش وتخرج من منطقة الراحة، نعم هي مجازفة حقيقية لكن ،عندما تحسست كيف للحياة أن تكون حياة بأخطائها ومواقفها لكن لا بد أن تطبع في ذكرياتنا شي يستحق الكتابة والرواية ذات يوم ،أن أطمح للذهاب إلى ركن الخطباء الذي تحدث عنه الكاتب في لندن ، أن لا أخاف من قلمي وأطلق العنان له بأخطائه وقلة خبرته وأن لا ترعبني نظرة . طرح الكاتب بعض الأسأله في نهاية أغلب المقالات ليترك المجال لخبرتك الخاصة أن تعبر عن ذاتها ، مثلا..ماذا علمتك الحياة؟ ف...

رواية المُعقّد

  اسم الكتاب :المُعقّد        للكاتب:عبد الوهاب السيد الرفاعي النوع :رواية  الرواية عن طبيب يحكي قصة غريبة حدثت لأحد مرضاه الذي كان قد تعرض لحادث سير أودى بحياته بعد صراع مع الموت ليتضح أن الحادث الذي تعرض له المريض ليس حادث عادي بل محاولة أنتحار. تبدأ أحداث الرواية من لدن أحد السجناء الذي يريد أن يبدأ حياة جديدة بعد إنهاء فترة عقوبته في السجن بسبب الإتجار بالمخدرات ،ويحاول تذكر سبب إنحرافه وسلوكه هذا الطرق ،فيذكر طفولته التي يظن أنها سبب أساسي في ما وصل إليه وعدم إهتمام أحد بتحصيله الدراسي بسبب أنهم ١١ أخ وأخت فكان والداه يعتقدان أن (الشارع) كفيل بتربية الأبناء كما كان بيتهم مزدحم بلأقارب ومن بينهم ذلك الشخص المصاب ب(البيدوفيليا)وكان يتحرش به بشكل متكرر ويهدده  مستقل ذلك الجو من العشاوائية وعدم الانتباه مما سبب للبطل عقده وسخط على العائلة والمجتمع ليصبح بعد ذلك شخص مسبب للمشاكل وجالب للخزي والعار ،فقرر والداه تزويجه عله ينضج ويعقل فسبب ذلك الزواج كوارث أخرى وأصبح البطل أكثر سخط وأنزعاج خاصة بعد أنجاب طفلتين، وبسبب الضغط المادي انخرط في الأعمال المشبوه...