اسم الكتب :حارس سطح العالم للكاتبة:بثينة العيسى
النوع:رواية
تحكي الرواية عن رقيب كتب يستيقظ ذات صباح ليجد نفسه قد تحول إلى قارئ،قارئ لكتب محرمة،كتب الخيال في زمن تعد فيه القراءة جريمة ...ليتحول من رجل نموذجي يرتدي البنطال الكاكي مثل الجميع فارغ وخال من الرغبة،لأن (الوجود الإنساني شقاء.أصل الشقاء هو الرغبة.أصل الرغبة هو المخيلة. )،يتحول من رقيب كتب إلى قارئ ثم ،حارس للمكتبة ،ثم خائن ،لينتهي به الأمر إلى رجل مجنون يلقي بنفسه في كومة الكتب التي تحترق وهو عارٍ.
هذا الكتاب يسلط الضوء على الرقابة في إطار روائي حيث تصنع الكاتبة عالم تهيمن عليه هذه الرقابة التي تحرم كل ما يتعلق بالخيال ،الإبداع ،التأويل ،التاريخ ،الدين ،الإنترنت،الفلسفة ...إلخ،وكل ما من شأنه أن يجعل من المواطن النموذجي شخص ملوث بالأفكار ومليئ والرغبات وغير موالي للنظام ،ولهذا تقوم بحرق الكتب وكل مخلفات العالم القديم ،وتطرح الكاتبة سؤال بيت السطور، ماذا لو كان المستقبل أكثر بدائية من الحاضر ؟!وهذا فعلا ما يحدث في ذلك الزمن.
حارس سطح العالم...ذلك السطح الذي أكتشف بطل الرواية أنه إسفنجه قضة بالمعنى هو ببساطة ذلك المكان الذي لا يستطيع أن يتحدث المرء عن الحكومة وهو واقف عليه ..وعليه عليك اللجوء إلى جحر الأرنب، على سطلح العالم الشي هو الشي ولا يمكن لكلمة أن تحمل معنيين فأياك ثم أياك أن تتورط بالمعنى .
وسيلاحظ قارئ العمل أن الرواية معجونة بروايات أخرى لكتّاب عالميين فيحاور البطل شخصيات من تلك الكتب التي قرأها بالخفاء، فمثلا شخصية( زوربا )من رواية زوربا اليوناني للكاتب نيكوس كازنتزاكيس كما ذكرت الكاتبة أن شخصية زوربا تمثل اللون الرمادي وذلك لتفكيك منطق الرقيب في أن العالم إما أبيض أو أسود، خطئ أو صواب ولا شيء بين الضدين .وكذلك أليس في بلاد العجائب للويس كارول ،بينوكيو لكارلو كولودي، كما استلهمت فكرة المدينة ذات الرقابة الكاملة والتي تملك كل شي وتقرر كل شي من جمهورية الأخ الكبير (١٩٨٤)لجورج أورويل وكتب أخرى. وقد بررت العيسى في نهاية الرواية ذلك العجن في الروايات وصنع منها عمل خاص بها بأقتباس لألبرتو مانغويل:(القصص جميعها هي تأويلات للقصص؛ليس ثمة قراءة بريئة.)
،الأسلوب سلس واللغة بسيطة ومفهومة ،كان من الممتع القفز بين تلك القصص والروايات القديمة والتعرف إلى روايات جميلة ،ولكن شعرت في مكان ما أنه الرواية مألوفة، ذكرني البطل بشخصية عرزال أبن أزرق في رواية حمام الدار لسعود السنعوسي، وكان من المزعج بالنسبة لي أن تنتهي الرواية دون الكشف عن هوية الورّراقة ثم أن أكتشاف أن الرقيب الأول ما هو إلا شخصية في رواية الوراقة كان مثل القنبلة في المكان الغير مناسب، إذا من هي الوراقة ،ومن كاتبها وكيف عرفت بكل تفاصيل حياته إذا ؟!..
الغلاف معبر عن المحتوى وغير معبر!..الرواية عميقة جدا وجريئة جدا ،لا أدري إذا كان أختيار الغلاف الطفولي متعمد لزيادة قوة الرواية ومفاجأة القارئ بالمحتوى ؟إذا كان فأختيار موفق .العنوان جميل ومعبر عن المضمون ومنسجم مع الغلاف رغم ما ذكرناه عن شكل الغلاف والمحتوى.
تعليقات
إرسال تعليق