رواية موسم الهجرة إلى الشمال للكاتب:الطيب صالح
أولا قبل كل شي أود أن أذكر أن هذه الرواية لا تناسب القراءة للجميع ،فإنها رواية قد تكون حادة بعض الشي لما تحتويه كلمات وعبارات صريحة .
رواية من النوع السهل الممتنع بالنسبة لي ،تدور أحداثها حول شاب أنهى دراسته الجامعية في أوروبا ليعود بعد غياب سنوات إلى البلد في إحدى القرى الصغيرة على ضفاف النيل في السودان ليجد عائلته وأهل البلد في الانتظار ومن بينهم وجه جديد لم يتعرف عليه ،وجه لرجل ذو ملامح هادئه ووجه وسيم ومن هنا تبدأ الأحداث التي يتضح لنا أن ذلك الغريب هو محور الحكاية وأساسها.
مصطفى سعيد ذلك الرجل الغريب في القرية الذي اضطر ليكشف الستار عن قصته ويستأمن سره عند الراوي ليكشف لنا قصة مصطفى بعد موته إثر فيضان النيل ،مصطفى سعيد الرجل المتفوق علميا والذي نال مالم ينله أحد قبله حيث اكمل دراسته في مصر ثم أوروبا بكل تفوق ليشار إليه بالبنان وبعد هذا المجد أنتهى به الأمر أمام المحكمة بعد ما قتل زوجته وتسبب بإنتحار أخريات..
أستخدم الكاتب هنا أسلوب الراوي الذاتي مع الحوار لينسج الحكاية فرغم أن معظم أحداث الرواية عن شخصية مصطفى سعيد وحياته العجيبه إلا أن الشخصية التي تروي لنا الأحداث بأسلوب الراوي الذاتي كانت ملمه بكل الأحداث والأشخوص دون أن يشعر القارئ بأنه متطفل أو متنصت أو دخيل على حياة شخص آخر ،كان الكاتب متمكن ذكي ومحترف في إستخدام أدواته .
إذا ما وضعنا قصة مصطفى سعيد جانبا وامعننا النظر في الرواية، نستطيع أن نرى السودان ونبذة عن الحياة في هذا البلد العظيم ،السودان لا يختصر ولا يختزل في نص ولو كان من ١٠٠٠ صفحة، ولكن شعرت وانا في حضرت كلمات الطيب صالح بكل الإختلاف والجمال الذي يقض به البلد ،كما أنه طرح بعض المسائل والقضايا التي لا يخلوا منه وطننا العربي وخاصة في القرى والأماكن البسيطة والفقيرة مثل هيمنة بعض الرجال على حياة المرأة ولو كانت كبيرة في السن.
بالإضافة إلى تماهي السياسة مع النص لدرجة أنك تجزم أنها لم تكن ،ذكاء إستثنائي وقدرة على صنع سهل ممتنع كما تشعر كأن الكاتب يقدم قيم مثلى من خلال تسلق جبل الإحتلال الفكري والأخلاقي وسرد الأكاذيب
تعليقات
إرسال تعليق