اسم الكتاب :يوم المغفرة
النوع :رواية
اسم الكاتب:سلطان موسى الموسى
الناشر:مركز الأدب العربي للنشر والتوزيع
سنة النشر :2020
عدد الصفحات:264 مع صفحات ملحق الصور في نهاية الكتاب.
كانت بداية عهدي مع كتب الكاتب الذكي سلطان موسى الموسى
هو بقراءة كتاب (أقوم قيلا)وكان ذلك قبل 3 سنوات تقريبا من الآن واذكر ان ذلك
الكتاب هو بمثابة المدخل بالنسبة لي في القراءة عن الأديان وبداية الفضول والشغف
في ذلك ايضا ، وبعد اتمام هذه الرواية (يوم المغفرة ) تجلى لي عمق تأثر الكاتب
بأبحاثه وشغفه في الغوص في علم الأديان حيث سرد رواية كاملة عن دين اخر وعن زمن
اخر وعن بلد اخر ويشعر القارئ أنه الكاتب كان جزء من ذلك التاريخ ومشارك في تلك
الحروب الطاحنة .
استخدم الكاتب اكثر من اسلوب لسرد احداث الرواية التي
دارت احداثها في زمن عاش فيه اليهود في اورشليم(القدس حاليا)في عهد كان فيه الهيكل
(مكان مقدس عند اليهود في ذلك الزمن)ما زال قائما قبل أن يتم هدمه للمرة الثانية
على يد الغزاه حيث استخدم الكاتب اسلوب الراوي العليم والذي ساعده على ذكر التفاصل
،المشاعر و المواقف كما عمد على استخدام اسلوب الرواي الذاتي لبعض الشخصيات
المحورية والأساسية في الرواية للغوص في نفوسهم وذواتهم والحديث بألسنتهم لشرح
المواقف وابراز الجانب الشخصي والوجداني لتمكين القارئ من فهم الشخصية وتبرير
افعالها ،كلٌ يدافع عن نفسه فلكاهن الأكبر (حنانيا) كان يبرر ضعفه وصمته عندما كان
الجميع يعلق عليه أمل النجاة وإيجاد حل لإنتهاك الغزاه وتخطيهم الحدود وتعديهم على
الهيكل وايضا شخصيات اخرى مثل قائد حركة التمرد في اورشليم (أليعازر بن يائيل)
وشخصيات مهمه اخرى. رغم استخدام
الكاتب اسلوب الراوي العليم في اغلب الرواية الا أن القارئ سيلاحظ أن الرواي لم
يكن محايد في قص الحكاية .
وفي نهاية الكتاب يرفق لنا الموسى بعض الصور
التي تخص تلك الواقعة فهي ليست رواية فحسب بل كتاب تاريخي ومعلومات قد لا تكون
معروفة لدى البعض منا وفرصة للبحث وفهم بعض الأمور التي لم نلقي لها بال ،فرغم ان
احدث هذي الحكاية قد تكون في القرن الأول بعد الميلاد إلا ان لها امتداد نشهده
الآن بعد مرور هذه السنوات واثره لا يزال ينبض على صفحة الوجرد.أظن أن رواية يوم
المغفرة هو بمثابة رحلة في التاريخ اليهودي وفهم ابعاد سياسية بطريقة سلسة مشوقة.
حرق:
بنى الكاتب روايته على قصة حقيقية وهي حرب طاحنة بين
اليهود والروم في زمن كان يعيش فيه اليهود في اورشليم اسفرت تلك الحرب عن مئات بل آلاف
من الأرواح وانتهى الأمر بسبي الروم لمن بقى من اليهود وانتحار قرابة الألف من
الثروار والمقاتلين بعد حسار الروم لهم ،اما العنوان (يوم المغفرة) فهي عبارة قيلت
في اليوم الأخير لحرب دامت شهور على لسان قائد السيكاري (اسم الثوار او المتمردين
من اليهود الذي قاتلوا وقاوموا الروم قبل بدأ الحرب)وكان ذلك قبل انتحارهم في حصن
نائي بعيد قبل ان يصل إليهم العدو حيث وقف القائد في قومه وقال لهم (توبوا إلى
بارئكم واقتلوا أنفسكم ،ليكم يومكم هذا يوما للمغفرة ) وهكذا قتلوا السيكاري بعضهم
بعضا كي لا يكونوا عبيد للروم بعد أن يصلوا إليهم معلنين نهاية الحكاية ونهاية
الحرب والحياة والمعاناة والإذلال الذي عشناه مع أهل اورشليم منذ الصفحة الأولى من
الرواية والهزيمة التي ذقنا مرارتها والسيوف التي طالت قلوبنا جميعا حزنا على أهل
اورشليم فكنا بمثابة ذلك المطر الذي يبكي اورشليم واهلها ،شاهدين وحاضرين وعاجزين
ومكسوري الخاطر مثل الكاهن الأكبر حنانيا...آآآهٌ أيها الكاهن الأكبر كم شيخ كبير
أنت تمثل هل انت كل كبير قوم تشرئِبُ إليه الأعناق عله يكف اذى المعتدي فيموت
مختنقا بدموعه ؟ام انك ذلك الأب الذي اكتوى قلبه من فقد الأبن الوحيد دون رفاية
الحصول على نظرة اخيرة عليه قبل الوداع الأبدي ،انت رجل يقبع داخل كل كبير قوم
عاجر ايها الكاهن المسكين.
أنهار العمري
رائعة جداً مراجعتك يا أنهار،شجعتني لإقتناء الكتاب،بوركت يداك يا مبدعة💜👏🏻✨
ردحذف