اسم الكتاب :ساق البامبو
النوع:رواية
اسم الكاتب :سعود السنعوسي
دار النشر :الدار العربية للعلوم ناشرون
عدد صفحات الكتاب: 396
قبل القراءة :
اقتنيت هذا الكتاب منذ زمن وكلما وقعت عيني
عليه اقول في نفسي لم يحن الوقت بعد لقراءته ،وهاأنا اليوم انهيته واشعر بعبئ نقل
جوهره واختزاله في مقال،وقبل كل شيء فهذه ليست أول رواية اقرئها للكاتب المبدع سعود
السنعوسي بيد انه الكتاب الأول الذي افتقد فيه (كائات مشاعل )،فقراء السنعوسي
يعرفون هذه الكائنات جيدا ويألفونها ،ولانني قرأت (فئران أمي حصة ناقة صالحة ،حمام
الدام الدار ) قبل قرائتي لساق البابو وهي اقدم منهم جميعا افتقدتها.وغير ان هذه الرواية
لأحد كتابي المفضلين فقد حصلت رواية
الكاتب الكويتي سعود السنعوسي على جائزة البوكر (الجائزة العالمية للرواية العربية
)لعام 2013م كما هو مكتوب على غلاف
الرواية في الطبعة التاسعة والعشرين وهذا سبب اخر جعلها جديرة بالقراة.
احداث الرواية (يمكن تجاهل هذا القسم ):
يبدأ الكتاب بالغلاف الأول الذي يحمل اسم
الكاتب الفعلي (سعود السنعوسي ) ومن ثم الغلاف الثاني الذي يحمل اسم شخصية خيالية
وهو كاتب الرواية والشخصية المحورية ( هوزيه ميندوزا) ام لعلي اقول عيسى راشد ؟!
..لا يهم ذلك في هذا الموضع ايا يكن ،عيسى او هوزيه فلن يقلل ذلك من المأساة شيء
.كِلا الغلافين الأول والثاني اتفقوا على العنوان (ساق البابو ).
قسم الكاتب الرواية إلى 5 اجزاء وسمى كل جزء
حسب مراحل حياة البطل كما استخدم الكاتب
في مقدمة كل جزء عبارة من عبارات البطل القومي الفلبيني (خوسيه ريزال ) الشخصية
التي تأثر بها كاتب الرواية (عيسى ).
(عيسى قبل الميلاد )...عنوان الجزء الاول من
الرواية والذي تناول حكاية ابن العائلة الثرية والابن الوحيد (راشد الطاروف) والعاملة
فبينية الجنسية( جوزفين ) قبل وبعد تكون ابن الأول في احشاء جزوفين بعد زواج عرفي
لم يعلن عنه الا عندما تكور بطن جزفين لتنجب طفل كويتي الأصل فلبيني الملامح فتم
الحكم عليه ونفيه مع والدته الى الفلبيين وهو طفل لا يدرك العبئ والصراع الذي
سيخوضه على الارض نفسها بعد سنوات.
(عيسى بعد الميلاد)...الجزء الثاني من
الرواية يتعمق في شرح تفاصيل حياة عيسى في الفلبين وطفولته على أرض جده (ميندوزا )
وشخصية جده التي تشكل جزء كبير من ذاكرته ،طفولته...وكوابيسه .
(عيسى والتيه الأول )...في هذا الجزء قرر
عيسى أن يرحل من ارض مندوزا ليتحرر من قسوة الجد ليبتلعه التيه الأول وهو مراهق في
رحلة العمل واكتشاف الأشياء.
(عيسى.. التيه الثاني)...في الجزء الرابع من
الرواية عاد عيسى إلى الكويت ،عاد يحمل معه الجنسية الكويتيه والوجه الفلبيني
البحت .عاد ليتوه للمرة الثانية او الثالثة او ربما الالف وهو يبحث في هذا الوطن
الغريب عن هوية ،عن الدين ،عن شي يربطه بالكويت عاد مثل زوبعة وفضيحة في عائلة
ابيه و اسم العائلة (الطاروف ) الذي لم يناسب مقاسه لأسباب عصية على فهمه،في هذا
الجزء يكشف الستار عن شخصيات جديدة ومهمة في مسيرة حياة عسيى الطاروف ورغم كل هذه
التعقيدات فحصول عسيى على اخت (خولة ) وصديق في مقام الاب (غسان ) واصدقاء مجانين
(مشعل –تركي-جابر-عبدالله-ومهدي) كل هؤلاء جعلوا هذه المرجلة من حياة البطل
استثنائية .
(عيسى ..على هامش الوطن)...وفي هذا الجزء
ادرك عيسى ان الفلبين هي المنتهى فرغم ان المال كان وفير إلا ان العطاء دون حب لم
يكن له قيمة ،ضاق عليه الوطن ابيه واتسع له بلد امه ،عاد تاركا خلفة كل من احبهم
واحبوه في مطار الكويت في مشهد ميلودرامي.
عن الكتاب(خلاصة):
هذه الكتاب يطرح العديد من الامور المهمة
والجوهرية وطرح عدد من القضايا في سياق درامي بحت مثل الاديان و (البدون) في
الكويت ،الوطن ،الحرية ،البحث عن الذات ،في هذه الرواية تختلف قراءة كل شخص حسب ما
يبحث عنه في نفسه وفهمه وترجمته للأحداث ،هذه الرواية تحمل الكثير من البحث والكثير
من الأسألة ،فمثلا ما هو المعنى الحقيقي للسعادة ،اهو الجمال ؟اذا لماذا (ميرلا)
تعاني ،اهو المال ؟ إذا لماذا لم يكن عيسى سعيد بعد عودة للكويت وحصوله على مال
وفير ،اهو الحب ،العائلة ؟ مامعنى ان تنتمي إلى وطن ؟ فعيسى رغم انه يحمل الجنسية
الكويتية لم يعامل ككويتي إلا اذا اشهر هويته ،و غسان رجل كويتي إلى النخاع
والجميع يشهد له بذلك عدى بلده الكويت فهو في قانونها (بدون)،ومع كل هذه القضايا
والافكار والصراعات عرض لنا السنعوسي معلومات قيمة عن جمهورية الفلبين عن البيئة
فيها والمجتمع والطبقات والاديان والاعراق المختلفة وشي من تاريخ هذا البلد .رواية
ساق البابو رواية صريحة جدا ونبيلة كثيرا في رأيي كما ان استخدام الكاتب لأسلوب
الراوي الذاتي والحوارات جعل مني اقرب إلى البطل واكثر فهم لمشاعره وشخصيته.
أقتباسات:
-الأديان اعظم من معتنقيها.
-لا يقدم على الانتحار سوى إنسان جبان فشل في
مواجهة الحياة.
-الغياب شكل من اشكال الحضور.
-العطاء من دون حب لا قيمة له،الأخذ من دون
امتنان لا طعم له.
-"تسلط البعض لا يمكن حدوثه إلا عن طريق
جبن الآخرين"خوسيه ريزال
أنهار العمرية
تعليقات
إرسال تعليق