اسم الرواية :مذلون مهانون
ترجمة :د.سامي الدروبي
عدد الصفحات :528 ص
رواية مذلون مهانون للكتب الروسي فيودور دوستويفسكي قد لا تعد من اعظم أعماله الأدبية فبحسب ما ورد في مقدمة العمل شرع المؤلف في كتابتها عند عودته من السجن وقال عنها هو نفسه عام 1864م في احدى المجلات:(أنا أعلم حق العلم أن في كتابي هذا دمى كثيرة ليست كائنات إنسانية)أما النقادفي ذلك الوقت تفاوتت ردود افعالهم تجاه العمل .بعيد عن كل هذا... لكل قارئ منا ذائقته الخاصة ،وبناء على هذا أنا اكتب الآن هذا المقال عن الرواية حسب ذوقي الخاص وميولي .
عن الكتاب:
تتحدث الرواية عن كاتب يحكي قصته مع العائلة التي تربى عندها (عائلة نيكولاي سرجتش أخمنيف )،نيكولاي أو اخمنيف ذلك الأب المحنك، المدير الممتاز ،الصديق الوفي والذي تعرض للإذلال والمهانة بسبب جرم لم يقم به واتهامه بالخيانة وهذا الاتهام يقلب حياة الشخصيات رأس على عقب ،وعن ابنتهم التي احبها بطل الرواية وهربت مع غيره ورغم حبه لها إلا انه وقف معها وساعدها كصديق وفيّ وهذا ما سيشهد عليه القارئ بنفسه قبل حتى ان ينهي الرواية ...استخدم الكاتب اسلوب الراوي المشارك لسرد احداث الرواية،كما ان العمل مطعم بالحوارات .
الرواية كلها كانت من منظور شخصية فانيا (اليتيم الذي ربته عائلة اخمنيف ثم اصبح كاتب) ولكن رغم ذلك يستطيع القارئ ان يفهم كل شخصية على حده وأن يدخل في اغوارها دون مشقة أو عناء وبالرغم من طول العمل فإن الكاتب ركز على موضوع واحد هو قصة عائلة اخمنيف وابنتهم تقريبا فكل الشخوص والأحداث تتصل بشكل او بآخر بهذه العائلة وما جرى معها فلم اته بين الشخصيات او الأحداث كما ان الأسلوب جعلني اشعر وكأنني جزء من العمل وأن الكاتب يحدثني ويخبرني بقصة من صديق إلى صديق و اجد ان هذا امر آسر فلم يكتفي دوستويفسكي بسرد الأحداث وكشف الاسرار والثرثرة بل وكأنه يقول بأسلوبه الرقيق ،نعم انت ..هناك أمر حدث معي منذ زمن اريد أن أطلعك عليه .
كما قلنا سابقا... اسلوب الكاتب يدخلك في مشاعر الخصيات بطريقة يشعرك بما يختلج في صدورهم تشعر بالاسى ،بالكرامة ،الإذلال ، الكره ،الحقد ،البؤوس ،الحب،كل هذه المشاعر واكثر شعرت بها خلال وبعد قراءتي للعمل كأنما الكاتب يتعمد ان يُقظ جملة مشاعر بشكل مركز ومر ايما مرارة فتحتار بماذا تشعر بالضبط ..بالاضافة الى ذلك فإن للفلسفة في هذا الكتاب نصيب حيث لن نتذوق قصة فقط بل تعمقنا في الذوات البشرية وابحرنا في المشاعر الانسانية مع الشخصيات والمعنى الحقيقي أن تكون أنسان،والمعنى الحقيقي أن تكون متناقض ،هذه الرواية بالنسبة لي تحلل المشاعر الانسانية بأسلوب لذيذ ممتع وحزين ،فمن هنا تتعرى امامنا المفاهيم فمن بعيد تستطيع ان ترى كيف تبدو الكرامة مع شخصية اخمنيف ،وكيف يبدو الوفاء مع فانيا ،وما معنى أن تحبك إمرءة ليس لانك رجل كامل بل لانها ترى فيك طفل تريد أن تكون له أم كما احبت ناتاشا ،رأيت هنا ان للحب وجوه اخرى غير الذي الفناه في كثير من الأعمال وهنا تذوقنا الحب الخالص الراقي والمهذب إن صح التعبير .
أقتباسات:
.إن الألم يطهر كل شي-
.متى راودني شك من الشكوك سألت قلبي فإذا كان هادئا ،هدأت أنا أيضا -
أنهار العمرية
تعليقات
إرسال تعليق