أسم الكتاب :يامريم
النوع :رواية
أسم الكاتب:سنان أنطون
الناشر:منشورات الجمل
عدد الصفات:159
تتحدث رواية يا مريم عن الأقلية المسيحية في العراق وعن ماضي
وحاضر وعن مستقبل محتمل من وجهة نظر شخصيات الرواية ...في هذه الرواية نرى صوت
مكبوت ..اناس انهكتهم الكوابيس والتعب . تبدأ احداث الرواية بلسان يوسف .الرجل
العازب الذي يعيش في بيت العائلة وحيدا وعن جداله مع السيدة (مها) ، يعرض لنا جدال يوسف ومها وجهات نظر مختلفة عن الوضع السياسي في العراق فيوسف يرى أن لا دخل
للطائفية والعنصرية فيما يحدث من قتل ونهب و إذاء للمسيحيين فالموت يطال الجميع
والألم شامل،أما مها فكان لها رأي مختلف ووجهة نظر معاكسة فترى أن كل ما يحدث
للمسيحي يحدث له فقط لانه مسيحي .
أن ترى من زاوية شخصية يوسف يعني أن تعيش في الماضي ،في
زمن كان المجتمع اكثر انسجام وتعايش سلمي ،أن تذهب إلى مباراة كرة قدم وتجلس جنب
إلى جنب لتهتف أنت وصديقك المسلم لنفس الفريق ،وأن ترى صديق لك يقرأ الفاتحة مرتين
في قداس مسيحي ،وأن تستخدم كلمة ارهابي للمجرم دون ان تحفل او تنظر إلى دينه او
عرقه .
أما ان ترى من وجهة نظر شخصية مها ،يعني ان تعيش ما فتح
عليه الجيل الجديد اعينهم وترى أحبائك يسقطون من شجرة الحياة مثل اوراق الخريف دون
جرم ،أن تخرج من بيتك عنوة وأن تهدد ويشهر في وجهك السلاح فقط لانك أقلية .
كما سبق وقلنا فإن الكاتب يرى ان الرواية ستساهم في
توثيق التاريخ وفي رواية يامريم يوثق سنان أنطون الهجوم الارهابي على كنسية النجاة
عام 2010 م في بغداد والذي اسفر عن موت
واصابة العشرات من المجتمع المسيحي ،وليس هذه الحادثة الوحيدة التي تخبرنا عنها
الرواية فإستهداف المسيحيين من قبل المتطرفين والجماعات الإرهابية ليست بالأمر
الجديد،ونتيجة لهذه الهجمات والاعتدائات وعمليات الاختطاف عمد عدد من مسيحيو
العراق إلى الهجرة او الانطواء والانقلاق على انفسهم ،فبحسب ما ورد في الدراسات والتقارير(1)
فإن اعداد مسيحيو العراق شهد انخفاض كبير خاصة بعد عام 2003.
مهما كانت الزاوية التي سينظر منها القارئ للمشهد فلن
يخفى عليه بأن رواية يا مريم تترجم مفهوم الاقلية ومعنى أن تولد في مجتمع يستنكر
وجودك ،أن تكون في قلب الحدث وأن تعيش مكان الاخر ،فرواية يا مريم حسب رأيي الشخصي
ليست رواية سياسية توثق حدث او احداث معينة في اطار ادبي درامي فحسب بالهي اشبه
بالاغنية التي تتداخل فيها الأصوات ويسود فيها شعور الحسرة ،تسائلت بعد أن اغفلت
الدفة الثانية للكتاب ،ماذا يعني أن ينطفئ الرجل الذي (يعيش في الماضي) في قلب
الكنيسة متشبث بعبارة( يا مريم) قبل أن يبتلعه الموت ؟.بعد أن اكد لنفسه في صباح
يوم المآساة فائلا:كل شي سيولد من جديد .سيزهر القرنفل والجوري وحلك السبع ويلون
الحديقة .
يوسف:ابتسم قلبي وراقت لي فكرة أن يكون
الموت راحة ابدية للجسد وولادة جديدة للروح.
مراجع:
(1)فارس حسن المهداوي،مستقبل الأقليات في العراق ومصادر تهديدها،مركز الجزيرة للدراسات ،7 يونيو 2021،(تاريخ الدخول 1 نوفمبر 2021)،https://studies.aljazeera.net/ar/article/5029
-محمد ناصر الدين(31/8/2019).سنان أنطون :العراق الذي "تكدست على صدره الكوابيس".رابط الموقع https://al-akhbar.com/Kalimat/275705
أنهار العمرية
تعليقات
إرسال تعليق