اسم الرواية : الخيميائي
اسم الكاتب :باولو كويلو
عدد الصفحات :١٨٧
"ذات ليلة، قال الفتى للخيميائي، وهما يتأملان سماء لا قمر فيها :
_ إن قلبي يخاف أن يتألم .
_قل له إن الخوف من الألم هو أكثر سوءاً من الألم ذاته. وما من قلب يعاني الألم وهو يلاحق أحلامه ،لأن كل لحظة سعي هي لحظة لقاء مع الله ومع الأبدية ."
انتهت أسطورة الخيميائي والتي سلطت الضوء على قيمة الأحلام الشخصية والسعي لتحقيقيها حتى وإن كانت تلك الأحلام في صحراء قارة آخرى ،فالسعي لها بحد ذاته وسيلة لتعلم دروس الحياة والإستفادة منها لبلوغ ذلك الحلم وكما يقول سانتياغو بعد رحلة البحث عن كنزه من إسبانيا إلى مصر ومروره بالكثير من الأحداث القاسية والصعبة والتي كان لها دور مهم ومحوري في الوصل إلى كنزه أخيراًٍ :إن الحياة ،في الحقيقة سخية مع من يعيش أسطورته الشخصية اي سعيه لتحقيق حلمه الأكبر .
يستطيع القارئ ان يفسر الرواية ويفهمها من عدة زوايا أو لنقل كل قارئ يجد في الكتاب الذي يقرأه ما يبحث عنه و ما يشبه جوهر روحه اساساً فقد يركز قارئ على فكرة الخيمياء بحد ذاتها وتثير اهتمامه هذه الأفكار و المعاني الغير اعتيادية بعيد عن قصة الفتى و محاولته تحقيق حلمه في العثور على الكنز،وربما قد يعلق قارئ اخر في واحة الفيّوم وتأسره الصحراء وحياة الصحراء وروح الأصالة التي تعبق من هذه البقعة من الأرض، ومن جانب آخر قد يقرر أن يقرأها أحد ما كرواية فنتازية بحته ويبحر في عالم الخيال من مراعي الأندلس (إسبانيا ) إلى اهرامات مصر .
٠
لفتني انصاف الكاتب إلى حد ما في وصفه الأديان والفكار والعدات وفكرة التقليد وما هو تقليدي بالنسبة لأهله وانه نجاة ومنظم حياة لأهل ذلك التقليد و مهم لأهله وذلك دفعني للنظر في سيرة الكاتب الذاتية وحياته ما منحني رؤية أوضح لماهية هذا الطرح الحيادي المنصف في كتابة النص وكتابة عن ثقافة غير ثقافته ودين غير دينه مع ملاحظتي انه فوت تفصيل بشأن زواج المسلمة من غير المسلم .
في هذه الرواية كان للحب معاني كثيرة ومتعددة كل منها أعذب من الآخر فمن خلال العمل تمكنت أن أشعر انني جزء من كل شيء حولي ،كما يصفه الخيميائي " روح العالم " وفكرة الاتحاد مع كل شيء وأن الكل واحد ولكل شيء روح ليس فقط الإنسان، والحيوان والنبات والصحراء والريح والشمس والمعادن بل حتى الفكرة.
وعندما نحب نكون جزء من هذا الكون ،جزء من كل شيء حرفياً وكل خلق الله سبحانه بديع ونحن خلقنا من إنسان واحد ونفخة روح واحدة قرر وشاء الله أن تكون آدم ،آدم الأنسان الأول ،والأب الأول والذي احبه الله وبالتالي احبنا ومنحنا الحب في كل شيء حولنا لذلك تعلمت من الخيميائي انه عندما تعطينا الحياة شيء فلا نقول انه كثير ،لاشيء كثيرٌ علينا !! ،عندما تقول كثير قد تسمعك الحياة وتتوقف عن منحك بسخاء.وفي الاخير كيف ستكون نظرتنا لأنفسنا وللحياة اذا أدركنا بأن " كل كائن على هذه الأرض يؤدي دورا اساسا في كتابة تاريخ هذا الكون ،وهو بصورة طبيعية لا يدرك شيء من هذا الواقع ".
أنهار
تعليقات
إرسال تعليق